اتهم الرئيس المولدافي فلاديمير فورونين رومانيا بالتورط في كافة الأحداث الأخيرة في البلاد، مؤكدا أن "للصبر حدوداً".
واعتبر فورونين أحداث يوم الثلاثاء 7 أبريل/نيسان في العاصمة كيشينيوف محاولة انقلاب في مولدافيا، قائلا "عندما رفع علم رومانيا فوق مقر رئيس الدولة، اتضح أن مواقف المعارضة معادية للدولة".
وأعلن فورونين عن قرار السلطات المولدافية باعتماد نظام تأشيرات الدخول مع رومانيا وإعتبار سفير رومانيا في كيشينيوف شخصية غير مرغوب بها.
وقال الرئيس المولدافي أن عددا كبيرا من زعماء المخربين هربوا الى رومانيا عبر حدود البلدين.
وحذر فورونين زعماء المعارضة من مواصلة تشجيع المحتجين على القيام بالأعمال غير القانونية، مشيرا الى أن السلطات ستضطر الى اللجوء للقوة في حال تكرار أحداث الثلاثاء.
واعتقلت الشرطة المولدافية 188 شخصا من المشاركين في أعمال الشغب والتخريب التي شهدتها كيشينيوف يوم الثلاثاء 7 أبريل/نيسان حيث قام المتظاهرون باضرام النار في مقر البرلمان واقتحام مبنى الرئاسة، فيما أصيب أكثر من 270 شخصاً بجروح.
هذا وبدأ المحتجون على النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية الاخيرة التي فاز فيها الحزب الشيوعي الحاكم الاجتماع يوم 8 ابريل/نيسان في الميدان المركزي بمدينة كيشينيوف وسط اجراءات امنية مشددة اتخذتها الشرطة المولدافية.
لافروف: مطالب المتظاهرين في مولدافيا لا أساس لها
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مطالب المحتجين ضد النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية في مولدافيا لا أساس لها، مشيرا الى أن جميع المراقبين الدوليين أجمعوا على أن الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي تتفق مع المعايير الاوروبية الديمقراطية والقانونية.
وأشار وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السلوفيني صمويل زبوغار بموسكو يوم 7 أبريل/نيسان: "من المهم ليس إدانة أحداث الامس في كيشينيوف فحسب ، بل واستخلاص الاستنتاجات الجادة واتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع وقوع اية محاولات لزعزعة أركان الدولة والعمليات الديمقراطية في مولدافيا".
نائب في البرلمان المولدافي عن الحزب الشيوعي : كيشينيوف تعلن عن عدم الرغبة في وجود السفير الروماني في مولدافيا
وقد ادلى غريغوري بيترينكو النائب في البرلمان المولدافي عن الحزب الشيوعي بحديث لقناة "روسيا اليوم" من العاصمة كيشينيوف قال فيه :" لقد اعلن يوم الأربعاء في كيشينيوف عن عدم الرغبة في وجود السفير الروماني في مولدافيا. فهناك أدلة مؤكدة على أن الأحداث التي جرت في اليومين الماضيين لها علاقة وثيقة وتاثير مباشر من قبل السياسيين الرومانيين. فحتى أن المتظاهرين ضد سلطة الرئيس فورونين كانوا يرفعون شعارات ونداءات تدعو للاتحاد مع رومانيا، ونحن نعرف من يمول ويحرض على هذه الأفعال. وأنه ليس من قبيل الصدفة رفع العلم الروماني على مبنى الحكومة من قبل المتظاهرين. كما أنه كانت هناك يوم الثلاثاء محاولة انقلابية ولكنها فشلت. نحن لم نلجأ الى استخدام القوة ضد المتظاهرين لعدم إراقة الدماء وذلك بفضل القيادة المولدافية التي تصرفت بشكل صحيح وسيطرت على الأوضاع".
كما أشار بيترينكو الى:" أن المعارضة تخلت عن الاتفاقات التي تم التوصل اليها معها".
وأضاف النائب في البرلمان المولدافي عن الحزب الشيوعي، قائلاً " نحن لا نخشى من شيء. لأنه تم الاعتراف بنتائج الانتخابات من قبل كافة المراقبين الدوليين الذين اعتبروا أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة وديمقراطية".
خبير ومسؤول روسي: سيتكرر سيناريو القوقاز في حال انتقال السلطة الى قوى يمينية في مولدافيا
كما ادلى قسطنطين زاتولين النائب في البرلمان الروسي ومدير معهد رابطة الدول المستقلة بحديث خاص لقناة "روسيا اليوم" حول هذا الموضوع قال فيه :" إن الأزمة السياسية الحالية في مولدافيا هي مفتعلة لأنها لم تكن موجودة سابقاً. وقد صرح الغرب بأن الانتخابات كانت ديمقراطية. وروسيا مع سلطة القانون في مولدافيا. ولكن من جهة أخرى يوجد نزاع دائم في مولدافيا إن كان مع ترانسنيستريا أو مع رومانيا. وقد بذلت روسيا جهوداً كبيرة في الآونة الأخيرة لإحراز تقدم في المباحثات بين مولدافيا و ترانسنيستريا. وإن ما يحدث الآن فهو يسئ جداً لعملية التسوية. وأصبح مهدداً اللقاء المزمع عقده في جنيف بمشاركة مولدافيا وترانسنيستريا وروسيا ودول أخرى. وإن ما يحدث الآن في مولدافيا سيؤدي الى خلافات كبيرة في الدولة، الأمر الذي سينعكس سلباً على مسألة ترانسنيستريا. وإذا ما حصل أن السلطة ستنتقل الى قوى يمينية، ففي هذه الحالة سيتكرر السيناريو الذي جرى في جورجيا وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهو الاعتراف بإستقلال ترانسنيستريا".